خاص نجوم الفن والمشاهير:" ماهر جاه " إبن الأصل "إسمٌ فرض نفسه بعفويته وإحتل الرقم الأول في عالم السهر والدليل" من اثنين...للإثنين"
بقلم رئيسة التحرير: منى العريضي
لم يكن بروز إسم " ماهر جاه" على الساحة الفنية وليدة الصدفة، حتى ولو لم تكن النجومية في عالم الفن والسهر في الحسبان إلا أن الأقدار فوق كل إعتبار.
فالصوت الجميل والشخصية المحببة كانت لا بد من أن تحظى بالإنصاف يوماً ما حتى جاء ذاك الإنصاف عام 2013 لتجعل من الشاب اللبناني إبن منطقة الجنوب " حاصبيا" نجماً بمرتبة تُليق بإبن الأصل الصبور الذي جعل من معاناته اليومية "كومة" ذكريات قاسية ولكنها دروس رفعته بإتجاه القمة خلال فترة زمنية قصيرة بفضل جهوده الخاصة وإيمانه بموهبته الذي منحه إياه الله وقبل كل شيء...صدقه وتصالحه مع نفسه.
قبل 12 عاماً، قدّم "ماهر جهجاه" -وهو إسمه الحقيقي- نفسه مشاركاً في برنامج استديو الفن، البرنامج الذي تخرّج منه أشهر الفنانيين ونجوم اليوم. هناك حيث كان المخرج الراحل سيمون أسمر شاهدٌ على موهبته إلى جانب مجموعة من أهل الفن والصحافة والنقاد ضمن لجنة الحكم آنذاك، حيث أثبت ماهر حضوره وغنى بثقة عاليه بتشجيع من الأهل والأصدقاء، حينها حظي المشارك عن فئة الأغنية الكلاسيكية صاحب الصوت الجبلي " ماهر جهجاه" بإعجاب اللجنة المختصة والحضور ونال الميدالية الفضية عام 2010. علماً لم يكن ماهر يخطط لمستقبل في عالم الفن بل كان التوجه علمي حيث كان هدفه التخصص الجامعي ليتخرج بعدها من كلية الهندسة والطوبوغرافيا.
في عام 2013، توجه "ماهر جهجاه "إلى المدينة الرائدة بالأعمال دبي بهدف العمل في مجال الهندسة وهناك تعرّف إلى أحد الأشخاص الذي دعاه للغناء في أحد أماكن السهر حيث كان يتواجد ماهر، ومن هنا إنطلق الشاب الأسمر " العيوق" الذي يتمتع بإطلالة جميلة وصوت أجمل وآداء مميز أبهر الحاضرين ولا سيما الجالية اللبنانية في الإغتراب وهي التواقة دائماً لحضور حفلات يحييها الشباب اللبناني الذي يغني التراث والفلكلور واللون الغنائي الذي يذكرهم بوطنهم.
وبعد عودته إلى لبنان وإنتشار إسمه الفني " ماهر جاه"، وقع عقد مع شركة TAIGA وغني " مش لعبة "و" تعذبت" و" آخر همي" و " إنتي هي" وكان الوقع الأكبر لأغنية " بلا أصل" التي أصدرها أخيراً ولاقت شهرة واسعة حيث تتميز أيضاً هذه الأغنية بكلمات تحاكي واقع الكثير في مجتمعاتنا العربية.
أما آداء ماهر كان الأجمل حيث تصدرت هذه الأغنية إنتشاراً واسع وقد غناها في معظم حفلاته التي كانت أوجها عام 2021 حيث إحتل ماهر جاه الرقم الأول في عالم السهر وطبق المثل " من الإثنين للإثنين" حيث كان يحيي كل ليلة حفلة وأحياناً حفلتين في لبنان والخارج وبات الإسم المعروف بالفنان الذي يحتشد الحضور في حفلاته ويتفاعل مع الأجواء الرائعة الذي يؤديها على المسرح وهو والذي يعرف كيف يحاكي جمهوره وذلك من خلال إختياره للأغاني وإدخال الإضافات حسب المناسبة والمواضيع التي تهّم الناس الذي يتناولها على شكل الغناء للتعبير عن رأيه في هذه القضايا كأحد المواطنيين الذي يعيش الواقع ذاته.
أما إعلامياً فقد شكل ماهر جاه حالة تسابق أهل الصحافة والإعلام للحديث عنه وإستضافته في عدة برامج تلفزيونية لبنانية وعربية حيث ظهر فيها ماهر بكامل عفويته وإجاباته الصريحة والواضحة.
لم يولد ماهر جاه وملعقة الذهب في فمه، بل عاش إبن منطقة حاصبيا في جنوب لبنان بظروف إجتماعية صعبة كمعظم العائلات ذات الدخل المحدود. إلا إن ماهر قد حظي بمحبة العائلة ودعمهم وتربية أهل علموه كيفية كسب رزق الحلال، ومن المؤثرين على حياته كانت ولا تزال " والديته" التي تواكبه بكل لحظة ولا بد من القول بأن ماهر يتمتع بأخلاق عاليه ومن الواضح أنه تربى على الصدق والصراحة والثقة بالنفس والتعامل بلباقة مع الناس أجمعين ولم تحدد له والدته أن يكون مستفيض باللباقة حسب الجندرية، إلا إن ماهر استفاض بهذه اللباقة مع العنصر النسائي حيث اتهمه البعض ب" النسونجي" ولكنه برر ذلك بأنه محبوب والعنصر النسائي هنّ الأحب إلى قلبه وهو محظوظ بأنه قد حظي بمحبتهنّ وإعجابهنّ ب"الشاب الأسمر ذات العيون السود" على حد قوله..
ماهر جاه الملقب ب" أبو جبل " لم ينكر ماضيه القاسي بظروفه ولا الأعمال التي قام بها لكسب لقمة العيش مقابل مردود مادي ضئيل. حيث كان يكمل دراسته ويعمل في الوقت عينه ولم يحتاج أحد على عكس الكثير من الشباب من جيله، وقد تميز ماهر بالطبع الوفي والمتصالح مع ماضية والظروف القاسية التي عاشها لا بل كان يعود ليغني في ذات المطعم الذي عمل فيه 12 ساعة متواصلة مقابل 5000 ليرة لبنانية أي ما يعادل أقل من ربع دولار اميركي اليوم .
يرى البعض في تصرف وحديث "ماهر جاه " غرور وتعالي أما هو يبرر ذلك "ثقة بالنفس"، والبعض الآخر يتهمه بمهاجمة أسماء موجودة أيضاً على الساحة الفنية بقوة وأنه يرى نفسه أفضل منهم، ويردد" نعم في عالم السهر " أنا الأول " .
وبعد كل حديث يثبت ماهر جاه الفنان كلامه من خلال نجاحات حفلاته في لبنان والخارج مؤكداً أنه لم يتعرض ولن يتعرض لأحد لأنه مؤمن بقدراته ولا ينقصه شيء عن باقي النجوم وأن كل فنان له حيثياته وحضوره وأسلوبه الخاص في الآداء.
وهنا لا بد من الإعتراف أن الفنان "ماهر جاه" جذب جمهوره من خلال عفويته وصراحته ورأيه العلني دون تردد او مجاملة بل بالكثير من الجرأة والثقة بالنفس.
ختاماً، من نجوم الفن والمشاهير نقول للفنان " ماهر جاه" هنياً لك النجومية فأنت تستحقها بجدارة كيف لا وأنت " إبن أصل" الذي حفظ جميل الأهل فحفظه الله في نعمه رغم إن حياتك كانت " مش لعبة" و" تعذبت" ولكن القهر الآن أصبح " آخر همك" وفي المستقبل " أنت هو" الذي سيحظى بشعبية أكبر في ظل ما لمسنا فيك الكثير من الإيمان والثقة بالنفس والجرأة، العفوية في زمن التصنع...والصدق في زمن النفاق.
كل التوفيق