recent
أخبار ساخنة

غوغل احتفى بالشاعر السوداني الراحل محمد مفتاح الفيتوري

الصفحة الرئيسية

 غوغل احتفى بالشاعر السوداني الراحل محمد مفتاح الفيتوري


https://www.nojoomelfan.com/2021/11/Google_0241041201.html

احتفى محرك البحث غوغل بالذكرى 85 لميلاد الشاعر السوداني الكبير محمدمفتاح الفيتوري، واضعا على واجهته الرئيسية صورة الشاعر الراحل.

وتوفي الشاعر الراحل بالعاصمة المغربية الرباط عام 2015 بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويعد الفيتوري من رواد الشعر الحديث، ويلقب بشاعر أفريقيا والعروبة، وأنشد للقارة السمراء ونضالها ضد المستعمر، وألف دواوين كثيرة فيها، منها أغاني أفريقيا 1955، وعاشق من أفريقيا 1964، واذكريني يا أفريقيا 1956.

كما واكب الراحل ثورات التحرر من الاستعمار في أفريقيا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وأسهم في كتابة المسرح الشعري العربي.

ويعد الفيتوري أحد كبار شعراء التفعيلة في العصر الحديث، ونزع إلى الصوفية في كتاباته، ونال كثيرا من الأوسمة والجوائز في عدة أقطار عربية كالسودان والعراق ومصر وليبيا والمغرب.

وواجهت الفيتوري في مسيرته صعاب كثيرة لأسباب سياسية، فقد اختلف مع نظام الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري في فترة السبعينيات، وهاجر إلى ليبيا وحصل على جنسيتها، وأصبح ممثلا ثقافيا لليبيا في عدة بلدان.

لكن تواصل الفيتوري مع السودان لم ينقطع، وعاد عقب الإطاحة بالنميري في ثورة شعبية عام 1985، وغنى له الفنان الراحل محمد وردي أغنية "عرس السودان" التي مجد فيها انتفاضة الشعب السوداني ضد نظام النميري.

وفي السنوات الأخيرة طالبت أصوات ثقافية كثيرة برجوع جنسيته وجوازه السوداني بعدما سحبهما النميري، وتحقق ذلك أخيرا.

وكان الفيتوري وصديقاه الراحلان الدكتور جيلي عبد الرحمن والبروفيسور تاج السر الحسن أحدثوا زلزالا شعريا في فترة الخمسينيات أثر على كثير من الشعراء العرب.

وللفيتوري مدرسته الخاصة في كتابة القصيدة، وإضافة إلى تغنيه بأفريقيا كان له صوت واضح من أجل قضايا الأمة العربية.

حاز الشاعر الراحل الفيتوري مكانة متميزة في الأدب والشعر العربيين، إذ يعد من أوائل مجددي المفردة والصورة والشكل في الشعر، فقد برز صوتا شعريا متفردا ومختلفا منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى رحيله، وشكلت الهويات التي ينتمي إليها أصواتا متباينة داخل قصيدته؛ فهو ممجد لأفريقيا، ومغن بصوت العروبة وأحلامها وانكساراتها، وكان منفتحا على الثقافات الإنسانية، ومناديا بالتمرد.

ومن بين الدواوين الشعرية التي أبدعها الشاعر الفيتوري "البطل والثورة والمشنقة" عام 1968، و"سقوط دبشليم" في 1969، والمسرحية الشعرية "سولارا" سنة 1970، و"معزوفة لدرويش متجول" سنة 1971، و"ثورة عمر المختار" عام 1973، و"ابتسمي حتى تمر الخيل" في 1975، و"عصفورة الدم" سنة 1983، و"شرق الشمس.. غرب القمر" في 1985، و"يأتي العاشقون إليك" سنة 1989، و"قوس الليل.. قوس النهار" عام 1994.

ووُلد الفيتوري في السودان بمدينة الجنينة بدارفور من أم سودانية وأب ليبي، ونشأ في مدينة الإسكندرية بمصر، وحفظ القرآن، وانتقل إلى القاهرة حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف.

وعمل الفيتوري محررا في صحف مصرية وسودانية، وشغل مناصب إعلامية ودبلوماسية، فتم تعيينه خبيرا إعلاميا في الجامعة العربية في الفترة بين 1968 و1970، ثم مستشارا ثقافيا في السفارة الليبية بإيطاليا، قبل أن يشغل منصب المستشار والسفير في السفارة الليبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ثم عمل مستشارا سياسيا وإعلاميا بسفارة ليبيا بالمغرب

العروبة وأفريقيا

يد الفيتوري المرتعشة بعد أن أصيب بجلطة دماغية كانت تأبى أن تطاوع ترنيمات يمليها عبقر شعره، الذي قال عنه مرة إنه يذهب إليه ولا ينتظر مجيأه عكس الشعراء الآخرين، حسب تقرير سابق للجزيرة نت.

الفيتوري مهر أصيل ضل وهاده بين مضارب تغلب وبكر وكندة وعبس، ساكنا روح عنترة مرورا بكل عصور التشظي العربي شعرا وسياسة، حتى أصبحت قصائده سجلا وديوانا لكل أشكال الحركة المعاصرة بترسباتها وسباتها وثوراتها ومخاضها، كأنما سكنت روحه شجر النيل أو خبأ ذاته في نقوش تضاريس أمته:

 سأرقد في كل شبر من الأرض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق
حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا.

"الجزيرة"
google-playkhamsatmostaqltradent